كريستيان تشوكوو- رحيل أسطورة الكرة النيجيرية وقائد النسور

المؤلف: «عكاظ» (لاغوس)09.09.2025
كريستيان تشوكوو- رحيل أسطورة الكرة النيجيرية وقائد النسور

في نبأ محزن، رحل عن عالمنا أسطورة كرة القدم النيجيرية، اللاعب والمدرب القدير كريستيان تشوكوو، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عامًا، وذلك في مدينة إينوغو، بعد مسيرة رياضية زاخرة بالإنجازات والعطاءات، سواء داخل المستطيل الأخضر أو على مقاعد التدريب.

وقد عبّر الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو عن بالغ حزنه وأسفه لهذا الفقد الجلل، وأشاد بالراحل في بيان رسمي صادر عن مستشاره للإعلام والاستراتيجية، بايو أونانوجا، واصفًا تشوكوو بأنه كان "رمزًا شامخًا للتفوق الرياضي والروح الوطنية الصادقة"، مؤكدًا أن بصماته وإسهاماته القيمة في عالم كرة القدم، داخل البلاد وخارجها، ستظل محفورة في الذاكرة الجماعية للأمة النيجيرية.

وأكد البيان أن تشوكوو لم يكن مجرد لاعب ومدرب عادي، بل كان قامة رياضية استثنائية ساهمت بشكل فعال في تطوير كرة القدم النيجيرية، وغرس القيم الرياضية النبيلة في نفوس الأجيال الشابة من اللاعبين، كما أسهم بجهوده المخلصة في تعزيز الهوية الرياضية الوطنية ورفع راية البلاد في المحافل الدولية.

من جانبه، أشاد نائب الرئيس السابق أتيكو أبوبكر بالراحل، واصفًا إياه بأنه "أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في تاريخ كرة القدم النيجيرية العريق"، مشيرًا إلى دوره القيادي البارز كلاعب فذ وقائد ملهم، ومدرب خبير، خاصة خلال فترة تحقيق المنتخب النيجيري إنجازًا تاريخيًا بالفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 1980.

وبدوره، أعرب حاكم ولاية إينوغو، الدكتور بيتر مباه، عن حزنه العميق لوفاة تشوكوو، معتبرًا رحيله "خسارة فادحة على الصعيدين الشخصي والوطني"، مشيرًا إلى أن إنجازاته الرياضية الباهرة ساهمت في توحيد النيجيريين باختلاف انتماءاتهم وتعزيز روح الوحدة الوطنية.

جدير بالذكر أن تشوكوو قاد منتخب نيجيريا، الذي كان يُعرف آنذاك بـ "النسور الخضر"، لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخ البلاد عام 1980، كما حقق معه المركز الثالث في نسختي 1976 و1978. وعلى صعيد الأندية، فقد لعب تشوكوو طوال مسيرته الكروية بصفوف فريق إينوغو رينجرز، وتوج معه بلقب كأس الكؤوس الأفريقية عام 1977، بالإضافة إلى الفوز بالعديد من الألقاب المحلية.

وفي مرحلة لاحقة، انتقل تشوكوو إلى مجال التدريب، όπου تولى تدريب ناديه السابق، ثم انتقل لتدريب المنتخب الكيني، كما درب أيضًا نادي الصفاء اللبناني. وفي عام 2002، تم تعيينه مدربًا للمنتخب النيجيري الأول، وقاده لتحقيق المركز الثالث في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2004 التي أقيمت في تونس.

وقد عانى تشوكوو من بعض المشكلات الصحية في السنوات الأخيرة من حياته، وأطلق نداءات استغاثة لتسوية مستحقاته المالية المتأخرة، والتي بلغت وفقًا لتصريح سابق له، أكثر من 120 ألف دولار أمريكي.

واشتهر تشوكوو بشخصيته القوية والمؤثرة داخل الملعب وخارجه، وحظي بتقدير واحترام الجميع، ونال لقب "الرئيس" اعترافًا وتقديراً لهيبته القيادية وتأثيره الكبير على زملائه والجيل الصاعد من اللاعبين الشباب.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة